الجمعة، 26 ديسمبر 2008

تصرفات البلديين في غياب السند القانوني

26ديسمبر 2008م

يشترط - قانونا-لاتخاذ أي قرار من قبل أي جهة رسمية منتخبة كانت أو معينة  أن يكون ذلك القرار يرتجى منه و يراد به تحقيق منفعة عامة  و أن تكون تلك المنفعة يستفيد منها اكبر عدد ممكن من الجمهور و أن تكون تلك المنفعة لها الأولوية على غيرها من المنافع  خصوصا في حال شح الموارد

و يشترط الشرع الحنيف أن يتم صرف الأموال في أوجه استحقاقها الصحيحة التي لها منفعة عقلائية راجحة  و أن يبدأ بالأولى فالأولى و الأهم فالمهم فغير المهم -أن بقي شيء لم يصرف بعد ذلك-

و لا يجوز لا شرعا و لا قانونا تبديد الأموال شخصية كانت يملكها الفرد أو كانت أموالا عامة يملكها المجتمع  و تكون يد و سلطة الفرد عليها كالمسئول المعين من قبل السلطة أو لجنة أو جمعية أو أي كيان له صفه   معينة ليتصرف في ذلك  المال هي يد أمانة  بمعنى أن تلك السلطة الممنوحة له  إنما هي على نحو التوكيل  و الأمانة و بشرط أن يكون  التصرف بما فيه غبطة و مصلحة يُتوقع تحقيقها للمجتمع مع مراعاة الشرط العقلائي الذي ينص على مراعاة الأولوية و حتمية تقديم الأهم على غيره

و بحسب المعروف فان البلدين البالغ عددهم أربعين عضوا يحصل كل منهم  على عشرة الآلف دينار سنويا (لأنشطته) أي أنهم جميعا يحصلون على مبلغ   مليون و ستمائة ألف دينار  و لنا أن نسأل و نتساءل عن مصير تلك المبالغ لأننا لا نرى إلا ثماراً هزيلة

و في جانب آخر من الموضوع  فإننا  نقرأ يوما أن مجلس النواب مطالب  بتدبير  خمسة ملايين دينار لمشروع البيوت الآيلة للسقوط( وكأن مجلس النواب جهاز استثماري) و يوما نقرأ أن المجلس البلدي الفلاني توقف عن استلام طلبات البيت الآيلة للسقوط و يوما  نسمع أن كذا من طلبات البناء أو الترميم   لا تزال في قائمة الانتظار الطويلة و يوما  يقولون انم موازنة البلدية في وضع حرج جدا لشح الموارد و تناقص المال لموجود في خزانتها

 و في غمرة الهواجس و المخاوف حول الوضع الاقتصادي و الأزمة المالية و انهيار أسعار النفط  و الاتجاه السائد في الحكومة نحو تخفيض الإنفاق و إعطاء التعاليم  بضبط المصروفات ..الخ

نجد من البلديين من يرفع لنا الضغط  بتصريحاته و بأفعاله و كمثال لذلك سالفة إقامة النصب   نصب للدلة  و نصب لطرفة بن العبد  و نصب ما ادري ويش   و الناس ميتة جوع  و كأن المجالس البلدية انسحبوا من (اللجان التنسيقية) و انضموا (لوزارة الثقافة و الإعلام)

 فهل بنيت البيوت الآيلة للسقوط ؟و رممت البيوت الخربة ؟و  أقيمت خدمات المجاري؟ و أصلحت الأعطال الكهربية ؟ و هل طلبات الإسكان قد   تم تلبيتها ؟ فان كان ت تلك الاحتياجات قد سُدت و بقي شي فلتعطوه لتلك الأسر الفقيرة التي بعضها يستلم عشرة دنانير فقط من الصناديق الخيرية

هل يعني أن الشخص الذي ليس له بيت يؤويه  و لا معاش يكفيه  و لا لباس يحميه  هل مثل هذا الشخص سيشبع و يكسوا و يفرح عندما يشاهد نصب الدلة و الاسطوانات و الاحواض و سينزل عليه الإلهام و سيفهم حينها أن هذا يعني تخليدا للعباقرة و أن الثقافة هي جزء من حضارة الأمم و أن طرفة بن العبد هو من أروع الشعراء الذين تواجدوا على هذه الأرض؟؟!! انأ سمعت أن نصب هذا اللي يسمونه طرفة بن العبد  بلغت تكاليفه عشرون ألف دينار .. يا دافع البلا .. هذا طرفة بن العبد و امسوين له جدي بعد لو كان طرفة بن الحر وش بتسووون له؟؟؟

 

بقلم:

المحامي الشيخ/ عبد الهادي خمدن

للاتصال  39242747 / sk-hadi@hotmail.com / skhadi@batelco.com.bh http://skhadi.blogspot.com/

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات: